هناء الحمادي (أبوظبي)
بصماتهن لا تتوقف، يسعين لتعزيز المحبة والسلام في مسيرة بناء مجتمعات تتسم بالسعادة والإنجاز، يعتمدن على خطط مدروسة، وجهود مستمرة غايتها وصول العمل الخيري إلى الكثير من المحتاجين.
6 إماراتيات لم يدخرن جهداً من أجل مساعدة دور أيتام في منطقة أروشا في تنزانيا بمناسبة «عام زايد»، وبدعم ورعاية من فريق «يولو الإمارات» قدمن الدعم النفسي والمعنوي والمادي لأطفال دور أيتام «فراج» للتخفيف عنهم، مؤكدات أنهن يؤمن بالواجب الإنساني الذي زرعه المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في قلوب أبنائه من الشعب الإماراتي.
زرع البسمة
تقول عائشة الجنيبي موظفة في شركة أبوظبي للتوزيع، وإحدى المتطوعات: «العمل التطوعي يعلّم الصبر وكيفية تقدير النعم التي منحنا الله إياها، وهدفنا الآن هو نقل هذه الخبرات وبدء عملية غرسها في المجتمع». وتضيف: تجاربي كثيرة في العمل التطوعي الإنساني، حيث خضت عدداً من المبادرات التطوعية في كليات التقنية العليا بمشاركة فريق «بادر للأعمال التطوعية»، واكتسبت خلال تلك التجارب الكثير من المهارات والخبرات في زرع البسمة في قلوب الآخرين. وحول تجربة زيارة دار الأيتام في تنزانيا، تقول: «هذه هي المهمة الأولى خارج الدولة، أقوم فيها بزيارة دور أيتام ومدارس إسلامية في تنزانيا، وقد خضنا وزميلاتي التجربة لمدة 3 أيام، وتميزت بالكثير من العِبر والدروس.
زيارة إنسانية
رغم قصر مدة الزيارة، فإن العمل الإنساني الذي شعرت به حمدة راشد، تخصص إدارة أعمال، خلال زيارتها لدار الأيتام في منطقة أروشا في تنزانيا، قد غير مجرى حياتها، فعمل بسيط كفيل بالأمل والفرحة التي كان ينتظرونها أطفال دار الأيتام. وتقول: «لم نتوقع هذا التفاعل من الأطفال اليتامى، كانت ابتسامتهم ونظرتهم تسعدنا، فهم فقدوا الحنان والعطف، لكن مع تواجدنا رجعت الفرحة والابتسامة لهم»، مبينة: خلال وجودنا كنا نقوم بتدريس الأطفال الأرقام والحروف، وتفاعل الجميع معنا بكل سعادة. وتضيف حمدة أن هذا العمل الإنساني أكسبها مهارة، وشكل لها دفعة معنوية للقيام بزيارات إنسانية أخرى في المناطق التي تضم محتاجين وفقراء.
حب العطاء
عائشة الحارثي، تقول: لم تكن تلك مهمتي الأولى في عالم التطوع وتقديم العمل الإنساني الخيري، بل تطوعت مع المستشفى الإماراتي الأردني للاجئين السوريين بالمنطقة القريبة من الحدود الأردنية السورية، وما زالت مهمة اللاجئين عالقة في ذهني حتى الآن، فحبي للتطوع دفعني للمشاركة مع فتيات من فريق يولو الإمارات، موضحة أن جميع المتطوعات وضعن «شعار عام زايد» الذي يضم صورة الوالد زايد، حيث تعرف الأطفال على شخصيته ومآثره وإنجازاته.
وتضيف شقيقتها فاطمة الحارثي: «تجربتي في تنزانيا كانت جميلة، وقد استطعنا تجميع مبلغ من المال لدعم أطفال دار الأيتام في أروشا، كما رسمنا السعادة على وجوه الجميع، كما تم توزيع الهدايا على الأطفال، موضحة أن الدار تنقصها الكثير من الاحتياجات، لكن بعزيمة وتعاون بعضنا البعض استطعنا تزيين الدار بالأحرف والأرقام، كما قمنا بممارسة بعض الألعاب مع الأطفال لبث روح الأمل والتفاؤل في نفوسهم».
«بنات زايد»
تقول عايدة الجعفري، عن مشاركتها في زيارة دار الأيتام في أروشا في تنزانيا، إنها استفادت الكثير هي وزميلاتها، ويكفي أننا «بنات زايد» اللاتي لا يترددن في مد يد العون للمحتاجين في كل بقاع العالم. مؤكدة أن مجال العمل الإنساني ينبع من الإيمان بدور التطوع الإيجابي في تطوير المجتمعات وتنميتها، إلى جانب تحقيق السعادة للمتطوع نفسه، فالتطوع يستهدف دعم مسيرة التنمية والتقدم في المجتمع عبر مساعدة الآخرين.
وحول تلك الزيارة التي كان لها أثر كبير في حياتها، قالت أميرة العامري: «اكتشفنا أن الدار بها دورة مياه بلا خدمات، وبها مياه غير نظيفة، لذلك ساهمنا في إنشاء دورة مياه نموذجية تليق بالأطفال وآدميتهم».
وتضيف العامري: نجحنا في شراء المواد الغذائية للدار لتكفي لعدة شهور، وتم توزيعها على الأطفال في نهاية الرحلة.